إفادة
ندرك الأشياء دائمًا بمظهرها، ولا نستطيع إلا تخيل ما يكمن في داخلها. بدراستي لفن الورنيش، أصبحتُ أتأمل في جوانبها الخارجية والداخلية، مدركًا أن استكشاف الداخل بعمق هو أساسٌ أساسيٌّ لعملي الإبداعي. أستخدم في تشكيل أعمالي الخشب والورنيش الجاف بشكل رئيسي، بدءًا من إنشاء "الرحم" (*) كأساسٍ لها.
فوق هذا "الرحم"، يُصنع السطح الخارجي للعمل باستخدام تقنيات الورنيش التقليدية، مُغطيًا السطح مرارًا وتكرارًا. يُشكل الورنيش في النهاية طبقة سميكة، إلا أن كل طبقة مُطبقة رقيقة للغاية وذات قدرة إخفاء ضعيفة، كاشفةً عن "الرحم" وعملية الطلاء، وأكثر من ذلك. إنها مادة لا تقبل الخداع أو الكذب. في النهاية، أدركتُ أن الورنيش شفاف، يُبصر جوهر وجوده. ينبع جمال مواد فن الورنيش التي تطفو على السطح من التأمل العميق في باطن "الرحم" والترابط السلس لكل خطوة لاحقة في العملية الإبداعية، والتي تُتوّج بمظهر سطح العمل. هذا ما يعنيه لي فن الورنيش؛ إنه نهجي في الإبداع.
